أخبار وطنية

هل بدأت الأبواب تغلق في وجه دبلوماسيينا …؟

   

بعد كل المعاناة التي نعيشها يوميا منذ أزيد من أربعين سنة بمخيمات اللجوء ، وصبرنا على قسوة الطبيعة والمناخ أصبحنا اليوم أمام تحد جديد هو كيف سنصبر والدول تغلق الباب في وجه من يقولون أنهم قادتنا وممثلونا، الذين – يوما عن يوم- يخيب أملنا فيهم وهم يبينون لنا وللعالم أجمع مدى سذاجتهم وهم يسافرون بجوازات سفر جزائرية أو إسبانية، ثم يصرحون بأنهم دبلوماسيون صحراويين  يمثلون الشعب الصحراوي . 

    هذا الكلام ليس من فراغ حيث كشف الغطاء وأصبحت قيادتنا وممثلوها غير مرغوب فيهم بالمحافل الدولية ومجموعة من الدول تمنعهم من الدخول إلى أراضيها، فبالأحرى أن تكون طرفا في أي اجتماع، وقد ظهر ذلك جليا عندما دخل أربعة من  ممثلينا بجوازات سفر جزائرية إلى دولة مصر من أجل حضور لقاء يتعلق باستعداد المركز الإفريقي للوقاية ومكافحة الأمراض ، التابع للإتحاد الإفريقي لتأسيس شبكة الوقاية ومكافحة الأمراض في شمال إفريقيا ، ما نتج عنه تأجيل الاجتماع لكون وفدنا غير مدعو وغير مرغوب فيه إضافة إلى كون دولة مصر لا تعترف بنا .

   كما أن التعامل الذي تعرضت له مناضلتنا “خدجتو المختار” يزيد من تشاؤمنا عندما منعت من الدخول إلى دولة البيرو عند حلولها بمطار ليما الدولي ، حيث بقيت في المطار لتعتصم فيه بعد رفض السلطات دخولها البلاد بصفة سفيرة للجمهورية الصحراوية ، جاء رد فعل دولة البيرو على لسان وزير الداخلية  كارلوس باسومبريو بقوله بأن خديجتو المختار “ليس معترفا بها وليست مدعوة من قبل وزارة خارجية البيرو”.

   أمام هذا الوضع  رفضت خدجتو الحل الذي قدم لها من طرف السلطات البيروفية المتمثل في دخول ترابها كسائحة ، كما رفضت ترحيلها لكن في نهاية المطاف رضخت للأمر الواقع ليتم ترحيلها من طرف سلطات لبيرو في اتجاه إسبانيا .

   أين القيادة من هذا الفشل الكبير والفضائح التي يقوم بها دبلوماسيونا ؟ هل من المعقول التسلل إلى اجتماعات لم نتوصل بدعوة الحضور لها ؟و هل من المنطق السفر و دخول الدول بصفتنا  جزائريين أو إسبان ؟ هل الشعب الصحراوي ليس له جنسية و لا دولة ؟، هل أصبحنا عاجزين إلى هذه الدرجة… لا هوية… ولا وثائق تعريفية للشعب الصحراوي ؟

    يبدو أننا أصبحنا من الماضي ، لقد ضعنا وضاعت القضية بعد الصمود لأزيد من أربع عقود بسبب قيادة ضعيفة البصر والبصيرة لا حول لها ولا قوة ، قيادة أهانتنا بالكذب علينا وتضليلنا والآن أهانتنا أصبحت أمام الملأ  بالمطارات واللقاءات والاجتماعات .

   لقد أصبحنا منبوذين ومصدر إزعاج إفريقيا ودوليا ، حتى أصبح يقال بأن البوليساريو تشوش على العمل الإفريقي وتؤثر سلبا على السير العادي للتعاون والاندماج الإفريقيين ، هذا إضافة إلى أن مصدرا دبلوماسيا صرح أن حضور دبلوماسيينا بجنسيات مختلفة يعد خرقا للضوابط الثابتة التي تحكم الاجتماعات الإقليمية … إذن الصورة واضحة لا مزيد من التطاول وحضور أي اجتماع أو لقاء دولي دون التوصل بدعوة للحضور ، لنحافظ على ماء وجهنا أو ما تبقى منه في ظل الفضائح المتوالية ولنحكم العقل بدل التبعية العمياء للجزائر مع احترامنا لها لكن أصبحت تراعي مصالحها أكثر من مصلحتنا نحن الصحراويين … ما هو الحل في ظل هذا الفشل؟ وهل هناك أمل يثلج صدور الصحراويين أم أن القادم مظلم ظلام ليالي الشتاء الباردة ؟ .

 

خدجتو منت محمد سالم

صحراء حرة