تتوالى الأيام وتتعرى الحقائق لنا نحن شباب المخيمات المغلوب على أمرنا تحت وطأة هذه القيادة الفاسدة التي تتاجر بمآسينا عند الدول المانحة ليس حبا فينا أو لسواد عيوننا، بل لتحقيق هدف بات واضحا للجميع وهو الاغتناء من المساعدات المقدمة سواء المالية منها أو الغذائية، التي هي ملك لسكان المخيمات لسد حاجياتهم، وهم الذين يعانون الحصار والقمع والتجويع والاعتقال التعسفي من قبل قيادة فاسدة ومنافقة تفننت في النهب والسرقة ، استحلت الأموال الممنوحة للشعب الصحراوي المقهور وجعلت من المساعدات الغذائية سلعة تتاجر بها في كل من الجزائر و موريطانيا.
كل هذا النهب والسرقة جعلها تعرف غنا فاحشا يتجلى في امتلاك الفيلات بالمدن الراقية في الجزائر و خارجها، وكذلك امتلاك أسطول من السيارات الفارهة، كل هذا حكر على القيادة وأبنائها الذين يدرسون ويسكنون ويعيشون بأحسن الأماكن، على عكسنا نحن الذين نستيقظ وننام تحت الخيام مكممي الأفواه، مسلوبي الإرادة، ومحاصرين من كل الجهات حيث لا نتوفر على أبسط شروط الحياة فحالنا لا يسر القريب ولا البعيد، وقد نفذ صبرنا من هذه القيادة ومن استغلالها لنا عن طريق التطبيل بمعاناتنا لتستفيد من وراء ظهورنا من خلال نهب وسرقة المساعدات .
فبعد تورط رئيس جمعية علم الاجتماع الكتالونية السيد أوريول هومس فيريت باختلاس ما يزيد عن سبع مئة ألف أورو وهي أموال متعلقة بدعم التنمية البشرية في المخيمات، حيث رفعت الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية دعوى ضده، وسوف يأتي الدور على هذه القيادة عاجلا أم آجلا لمساءلتها عن المستفيدين من هذه المساعدات ومن المسؤول عن تقسيمها ومراقبتها خصوصا إذا علمنا أن المبالغ المحصلة باسمنا نحن سكان المخيمات ليست مبلغ صغير، حيث علم أن إدارة دونالد ترامب قدمت مليون دولار أمريكي، ومنح الاتحاد الأوروبي خمسة ملايين أورو ونصف ، كما منحت ايطاليا نصف مليون أورو ، والمقاطعات الاسبانية قدمت ما يفوق الثلاث ملايين أورو .
كل هذا دون الحديث عن ما تقدمه منظمة غوث اللاجئين والتغذية والعناية بالصحة والتعليم، تكلف صندوق الأمم للطفولة “يونسيف” بالجزائر بدعم التعليم بالمخيمات حيث اختارت أن يشرف على توزيع المساعدات أو الدعم المقدم فرعها في الجزائر بعيدا عن تسليم الأموال للقيادة كما كان يعمل به من قبل، وهذا ينم عن عدم الثقة في قيادتنا الفاسدة حيث بدأت تفضح نواياها الخبيثة في سرقة المساعدات.
لقد مللنا جشع وطمع قيادتنا التي يسيل لعابها لكل ما يقدم لنا من الدول المانحة واستيلائها عليه ونحن نعاني الجوع والفقر والتهميش وكل أنواع الأمراض النفسية والجسدية، إلى متى سوف نبقى صامتين في وجه هذه القيادة الفاشلة التي لم ولن تشبع من سرقة ونهب كل ما يقدم لنا، فالفساد فيها أصيل متأصل وقد حان الوقت للوقوف في وجهها والثورة عليها ووضع اليد في اليد خصوصا وأن الوضع لم يعد مستقر ولا يطمئن بالمخيمات، فكل يوم نسمع صوت شباب مقهور غير راض على الوضع الذي نعيشه جميعا داخل مخيمات الذل والعار ، كفانا فسادا فلتسقط القيادة الفاسدة.