عرفت القمة الأوروبية الإفريقية المنعقدة في العاصمة الإيفوارية أبيدجان مجموعة من الأحداث التي لم نكن نحن الصحراويين نتوقعها، و التي تفرض علينا شعبا وقيادة التمعن فيها وطرح العديد من علامات الإستفهام لاستيعاب ما جرى فيها و ما سيجري مستقبلا.
لقد توصلت البوليساريو بدعوة للحضور في أشغال القمة في شخص الرئيس إبراهيم غالي و لكن هل هذه الدعوة وجهت بقناعات إفريقية ؟ أم نزولا عند رغبة و ضغط من حلفائنا خصوصا الجزائر و جمهورية جنوب إفريقيا ؟ أم حفاظا على عضوية الجزائر داخل الإتحاد خوفا من إنسحابها ؟ لأن وجودنا في المحافل متوقف في الظاهر على وجود الجزائر؟
هل حضور المغرب القمة وقبوله الجلوس معنا لأول مرة في قمة متعددة الأطراف عبطي أم أنها سياسة محكمة ومنسقة بين المغرب و الإتحاد الإفريقي، من وراء ظهر الجزائر و جميع حلفائنا ؟ لأن تطبيل القادة الأفارقة ومن حظر من ممثلي الدول الأوروبية بمحمد السادس يحيل على أن هناك شيء في الخفاء تلعبه الدبلوماسية المغربية التي تتميز بالدهاء الذي ما فتئ يظهره محمد السادس في تحركاته خصوصا منذ تولي إبراهيم غالي لرئاسة الجمهورية حيث أظهر ضعفا كبيرا وتراجعا في دبلوماسية الجبهة بل وتراجعا مخيفا في الحفاظ على المكتسبات .
كما يجب ألا نغفل كون قطاع الإقتصاد متحكم و بقوة بالسياسة و هو الذي يميل الكفة للعدو المغربي الذي يستغل الشراكات في هذا المجال ويسخرها للتأثير على الدول الإفريقية و بعض أصدقائنا من أجل التأثير على قناعاتهم و إبعادهم عنا، و معلوم أن قيادتنا غافلة عن هذا الجانب لكوننا وبكل صراحة لا نتوفر على إقتصاد حتى ندخل في شراكات أو نعطي تجربتنا فيه.
الخوف كل الخوف من القادم الذي لا يبشر بالخير القيادة فاشلة في الدفاع عنا وتبليغ صوتنا للعالم الذي بدأت بعض دوله تدير ظهرها لنا و لممثلينا وتنكث وعودها لنا، إنه وقت تغيير القيادة و إعطاء الفرصة لمن له الكفاءة و الغيرة على الصحراويين، لأن القضية الوطنية تحتضر و تحتاج لروح و نفس و دماء جديدة.
على الصحراويين الإتحاد في وجه القيادة الفاشلة التي بعد الحضور الباهت عادت خالية الوفاض من قمة كان ينتظر منها الشيء الكثير، عادت تتغنى بصورة، تقول أنها تشكل إنتصار لنا بينما هي صورة نفر واشمئز منها كل الصحراويين، اليوم الحل بيد الصحراويين وليس بيد القيادة لأنها لم ولن تحقق المطلوب.
خدجتو الركيبية