أخبار وطنية

الإختلاف لا يفسد في الود قضية

لا طعم للحياة بدون الإختلاف فهو سنة كونية، حيث أن اختلاف الليل والنهار والفصول الأربعة واختلاف ألوان البشر، و الأجيال في الثقافة والفهم، وكذا في التوجهات السياسية، سبب في تقويم السلبيات وتنمية الإيجابيات لبناء الوطن لا لهدمه.
هذا الإختلاف الذي لم تستطع أن تفهمه قيادتنا المستبدة، و لم تعطه قدره من الأهمية، بل لم تكلف نفسها الإنصات له فما بالك بقبوله، بل سارعت و تسارع في كل مرة إلى تكميم و إقبار كل الأصوات المغايرة أو المعقبة على سياستها و قراراتها  الفاشلة مستعملة أبشع الطرق من إعتقال و تعذيب و قتل، دون حسيب و لا رقيب.
آخر ضحايا الإختلاف الشاب ابراهيم ولد السالك ولد بريكة رحمه الله و أدخله فسيح جناته، الذي قتل بسجن الذهيبية، لتصرح القيادة القاتلة أنه قد إنتحر، كيف ينتحر و هو مكبل اليدين و الرجلين؟ّ! كيف ينتحر و الزنزانة ليس فيها ما يمكن إستعماله في الإنتحار؟! كيف ينتحر و الإنتحار مصطلح بعيد عن الصحراويين؟!.
إن خبر وفاة ابراهيم ولد السالك، خلف إحتقانا و إستياءا كبيرا داخل المخيميات وخارجها، و الأكيد أنه لن يمر مرور الكرام، فعائلة الفقيد و المكون القبلي الذي يعتبر الجريمة عنصرية حاطة من الكرامة الإنسانية يطالبون القيادة بكشف ملابسات الجريمة البشعة، و الحقيقة كاملة وتقديم الجناة  أمام العدالة في مهلة زمنية مدتها 72 ساعة.
إن سياسة التصفية التي تنهجها القيادة القاتلة بدم بارد، و نشر خبر الوفاة على أنه حادث كما دأبت لم يعد أحد يتقبلها، و الدليل أن لا أحد صدق رواية أن ابراهيم ولد السالك إنتحر، و تبعات وفاته سوف تكون وخيمة على القيادة في ظل توالي ردود الأفعال على الصعيد الداخلي و قريبا على المستوى الخارجي و الذي يمكن أن يستغله العدو المغربي الذي ينتظر أي إنزلاق للقيادة الصحراوية ليشحن آلته الدبلوماسية.