تتطور الأحداث بصورة متسارعة، الشيء الذي له إنعكاسات سلبية على قضيتنا الوطنية، التي تعيش أسوأ حالاتها في ظل الخسائر المتتالية التي تتكبدها دبلوماسيتنا الفاشلة، فلا نكاد نضمد جرحا إلا و ظهر أخر.
فقد أصبحت خسارة الحلفاء سيناريو متكرر للقيادة المتقاعسة، وهو أمر غير مستساغ ويثير حفيظة الصحراويين، حيث أصبح حلفاؤنا يتساقطون الواحد تلو الأخر، القاصي منهم و الداني، أخرهم بأمريكا اللاتينية حيث فقدنا دعم دولة السلفادور التي كانت من الدول السباقة بالإعتراف بالجبهة الشعبية حيث كان ذلك سنة 1989، و فقدنا قبلها العديد من الأصوات الداعمة لنا و هذا ليس بالأمر الهين فهو سيلقي بضلاله لا محالة على مسار قضيتنا و سيتجلى ذلك جليا في كمية المساعدات الدولية الموجهة لسكان المخيمات، إضافة إلى ضعف الزخم الإعلامي للقضية في أروقة الأمم المتحدة و الإتحادين الإفريقي و الأوروبي، و غير ذلك من المحافل الدولية التي يمكن أن تكون أرضية لبحث قضيتنا و الدفع بها نحو الحل المنشود الذي أصبح حلما ليليا فكلما بزغ فجر يوم جديد إلا واختفى.
الخسارة مستمرة يا قيادة فما أنت فاعلة؟، فالجارة موريتان وفي خضم الإنتخابات الرئاسية خرج رئيسها الجديد ولد الغزواني بتصريحات معادية يفرق من خلالها بين الصحراويين و الموريتانيين، و تتضمن في طياتها العديد من الرسائل المشفرة التي تجعل الصحراويين متخوفين من مستقبل العلاقات بين البلدين، و متخوفين من التضييق على حرية تنقلهم على التراب الموريتاني و ما سيرافقها من إجراءات جديدة ربما تكون صارمة و مجحفة في حقهم، بعدما أكد ولد الغزواني على أن الجنسية الموريتانية لن تمنح للصحراويين.
واقع الصحراويين مر و ما يقع من أحداث أمر، فليس هناك ما يفرح أو يثلج صدور الشعب بل هناك فقط الأحزان المرافقة لكل خسارة جديدة سواء خسارة حليف أو خسارة مواطن ممن تغيبهم المنية عنا، لا أعلم لما القيادة لا تشعر بخطورة ما يقع من حولها كأنها غير معنية، أم أنها تنتظر ساعة رحيلها التي لم تعد بعيدة حسب كل المؤشرات حيث أن الشعب و القضية في تدهور مستمر.
محمد سالم ولد أمبيركات