سكت دهرا و نطق كفرا هذه خلاصة تصريحات الحوار الذي أجراه الأمين العام السابق لحزب الجبهة الوطنية للتحرير الجزائري عمار سعداني، حيث تنصل لقضيتنا الوطنية و هو يتودد للعدو متمنيا فتح الحدود معه، الموقف و الكلام شخصي طبعا، لأن موقف الشقيقة الجزائر الداعمة والسند الأول لنا نحن الصحراويين كان ثابت.
نعم ثابت لحد الآن لكن لاشيء مضمون في خضم المتغيرات الكثيرة، التي يعيشها بلد المليون ونصف مليون شهيد بعد إسقاط نظام بوتفليقة، و كذا سرعة تطور العالم الذي أصبحت علاقاته الدولية مبنية على الإقتصاد، و المصالح المشتركة أساسها الربح المادي و الإستراتيجي أكثر من أي وقت مضى.
إن تصريحات عمار سعداني بأن الجزائر تدفع أموال كثيرة للبوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، و التي يحتاجها سوق أهراس والبيض و تمنراست وغيرها وهي الأولى بها على حد قوله، يفهم منها أن الصحراويين باتوا عالة على عاتق الجزائر لأن واقع العلاقات الجديد يستدعي المقابل.
لا أحد يستطيع أن ينكر فضل الجزائر، لكن هذه التصريحات تمس كرامة الصحراويين، لذلك لا يجب السكوت عليها، كما أنها سوف تجر الويلات على سكان المخيمات الذين يعيشون على المساعدات الإنسانية، كما أنها سابقة أن تصدر هكذا تصريحات مناوئة للصحراويين و مؤيدة للعدو المغربي من طرف شخصية وازنة فيما يتعلق بملف الصحراء.
ننتظر رد قيادتنا الفاشلة الذي ربما لن يأتي كما عودتنا في مرات عدة، فسياسة السكوت و الهروب إلى الأمام بات إختصاص ل إبراهيم غالي و باقي القيادة المتقاعسة، فما أحوجنا إلى دماء جديدة لها بعد نظر قادرة على التعامل مع مستجدات قضيتنا، و لها إستراتيجية للدفاع عنها و نفض الغبار الذي تراكم عليها.
محمد سالم ولد مبيركات