القيادة في وضع لا تحسد عليه، في ظل ما تعرفه مخيمات العزة و الكرامة من إحتقان نتج عنه خروج مجموعة من المظاهرات، أخرها المظاهرات التي تجسدها تنسيقية ديديه الإعلامية المطالبة بالتحقيق في فرار السجينين الموقوفين على خلفية القتل العمد في ملف الشهيد الصحراوي المقتول غدرا.
فلم تعد سياسة الهروب إلى الأمام حلا في التعاطي مع المشاكل التي تواجه قيادتنا الفاشلة، لأن الصحراويين لم تعد تنطلي عليهم ألاعيبها و تماطلها، وأصبحت مكشوفة أمامهم، فالتنسيقية خرجت ببيانات توضيحية حتى تقطع الطريق على التأويلات التي يمكن أن تصدر عن القيادة و من يدور في فلكها، مؤكدة على مطالبها المشروعة ومفندة الإشاعات التي تحاول الإساءة إلى نضالها السلمي من أجل العدالة و كشف الحقيقة.
الطامة الكبرى هي رفض إبراهيم غالي إستقبال عائلة المغدور ديديه بمبة يعقوب، و هو ما اعتبر خروجا واضحا عن مقتضيات الدستور و القانون الصحراوي، و لا يمكن أن يفسر هذا الرفض إلا بأن القيادة تكيل بمكيالين في تعاملها مع الصحراويين، كما أن اللجوء إلى القوة من خلال تحويل المخيم إلى ثكنة ليس حلا و لن يسكت الأصوات الحرة بل سيزيد الوضع سوءا، و الدليل هو خروج “تنسيقية ديديه الإعلامية” للتظاهر يوم أمس الثلاثاء تزامنا مع الإحتفالات المخلدة للذكرى 44 للإعلان عن الجمهورية، رفعت خلالها صوتها وكسبت تعاطف الأجانب الحاضرين في الإحتفالات و المشاركين في سباق “صحراء ماراطون” في نسخته العشرين، كما حظيت بلقاءات صحفية مع منابر إعلامية دولية بولاية السمارة.
إننا أمام أزمة حقيقية، في ظل تخبط القيادة و فشلها في امتصاص الغضب و السخط الذي يتملك الصحراويين داخل مخيمات العزة و الكرامة في غياب الحقيقة و الحوار، فإلى متى سيستمر تعنت القيادة ؟؟.
محمد سالم ولد امبيركات