بينما دبلوماسية العدو تضرب بقوة، قيادتنا الفاشلة منشغلة بالاستعدادات لانطلاق أشغال النسخة الخامسة عشرة من مؤتمر الجبهة الشعبية، مؤتمر البخاري أحمد باريكلا، الذي سوف ينظم من 19 دجنبر الجاري إلى غاية 23 من نفس الشهر، بمنطقة تفاريتي، إذ يعد الأول من نوعه خلال حقبة زعيمها إبراهيم غالي الذي تولى قيادة الجبهة بفِعل مؤتمر استثنائي بعد وفاة محمد عبد العزيز.
تلقينا بمرارة شديدة تنصل دولة ليسوتو من قلب الرباط لدعمها لنا، حيث قررت بشكل رسمي تغيير موقفها من القضية الوطنية، و جاء ذلك على لسان وزير خارجيتها ليسيكو ماكغوثي، خلال لقائه بوزير الخارجية المغربي بالرباط، حيث أكد على تعليق دولة ليسوتو لجميع قراراتها السابقة بخصوص نزاع الصحراء وموقفهم من جبهة البوليساريو، موضحا أن ليسوتو ستتخذ موقف حيادي في جميع اللقاءات والمؤتمرات الجهوية والإقليمية والقارية حول نزاع الصحراء.
هذا ليس كل شيء فتركيا أيضا تغزلت بالعدو مانحة دعمها له، من خلال تصريح وزير خارجيتها مولود جويش اوغلو، خلال ندوة صحافية جمعته بنظيره المغربي، الذي جاء فيه أن بلاده “لا تدعم أي جماعة انفصالية أو أجندة انفصالية”، و على أن موقف تركيا وحكومتها واضح جدًا، مردفا “نحن نؤيد موقف المملكة المغربية”، ألا تستحق كل هذه التصريحات المعادية لنا، خروج قيادتنا من قوقعتها و الدفاع عن حق الصحراويين و كرامتهم.
ما يحز في النفس هو ما آلت إليه وضعية القضية الوطنية من تدهور و تقهقر، في عهد هذه القيادة التائهة، التي لم تحرك ساكنا في ظل فقدان حلفائنا، كما أنها غير قادرة على تسيير و تدبير شؤون سكان المخيمات الذين يعيشون في احتقان لم يسبق له مثيل، و خير دليل هو الهروب بتنظيم المؤتمر الخامس عشر من ولاية الداخلة إلى تفاريتي، و لاهي قادرة على إيجاد استراتيجية واضحة في منافسة دبلوماسية العدو الذي يوما عن يوم يبسط هيمنته داخل القارة و خارجها.
محمد سالم ولد امبيركات