إن تحركات دبلوماسية العدو المغربي سواء خارجيا أو داخليا، بدأت تلقي بظلالها على قضيتنا الوطنية، فهو يحشد الدعم و يقوي علاقاته داخل القارة و خارجها، لدرجة أنه استطاع أن ينتزع منا بعضا من حلفائنا، وأن يخترق منظمات كانت داعمة لنا و التأثير على قراراتها.
من جديد يستيقظ الصحراويون على فقدان صديق، من خلال تجميد بوليفيا اعترافها بالجبهة، و هو الأمر الغير مقبول و الذي يكشف لنا أن هناك خللا كبيرا في القيادة و إستراتيجيتها، لأن فقدان الحلفاء المستمر يعني الحرمان من الدعم و تقليص المنابر التي تترافع و تطرح ملف قضية الشعب الصحراوي في المحافل الدولية.
فبعدما تم افتتاح قنصلية كل من جمهورية جزر القمر يوم الأربعاء 18 دجنبر 2019 بالعيون المحتلة، و كذا دولة غامبيا يوم الثلاثاء 07 يناير 2020 بالداخلة المحتلة، جاء الدور على جمهورية غينيا كوناكري، ودولة الغابون اللتين افتتحتا قنصليتيهما يوم الجمعة 17 يناير 2020، بمدينة الداخلة و العيون تواليا، و التي تميزت بحضور تمثيليات مهمة عن الأطراف، جعلت وزير الخارجية المغربي يصرح بكل ثقة بأن “مغربية الصحراء تترسخ يوما عن يوم، من خلال مواقف دبلوماسية وتصرفات قانونية مثل فتح القنصليات”.
بذلك أضحت العيون و الداخلة موطنا للسفارات، حيث أن العدو عرف كيف يقنع حلفاءه بفتح قنصلياتهم بمناطق النزاع، هذه الخطوة التي لها سلبيات كبيرة على قضيتنا الوطنية في المقابل تعطي امتيازات كبيرة للعدو.
بعد سبات طويل، استيقظت قيادتنا الفاشلة حيث راسل ابراهيم غالي مفوضية الإتحاد الإفريقي بشكل عاجل، مؤكدا أن هذه الدول السالفة الذكر قد أخلت بواجباتها و التزاماتها، كما طالب من الإتحاد و كل أعضائه اتخاذ الخطوات اللازمة الكفيلة بفرض التراجع العاجل من لدن تلك الدول المذكورة عن قراراتها بفتح قنصلياتها بكل من العيون والداخلة المحتلتين.
لكن ردة فعل القيادة جاءت متأخرة كعادتها و لن يكون لها تأثير كما هو الحال في ملفات سابقة من قبيل اتفاقية الصيد البحري و غيرها، نعم القيادة لا حول لها ولا قوة فهي منهمكة في شؤونها الخاصة وخدمة مصالحها الذاتية على حساب الشعب و القضية.
محمد سالم ولد امبيركات