بعد إنتكاسة الكركرات و خذلان مجلس التعاون الخليجي، و المنتظم الدولي للقضية الوطنية، أتى الدور على قوة عظمى وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي وقعت إعترافا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لتتصدر الأحداث بعد قمة الإتحاد الإفريقي التي نسفت الوعود و الآمال التي علقها عليها الصحراويون شعبا وقيادة، ليتأكد بالملموس أن سنة 2020 سنة المتغيرات بامتياز، فالعالم أجمع أعاد النظر في أولوياته و توجهاته، والمتضرر الأول و الأخير هم نحن الصحراويين و قضيتنا العادلة.
الأسف على قمة إسكات البنادق في إفريقيا، لأن الرئيس الجنوب إفريقي “رامافوزا” صرح أنه يتبنى القرار رقم 693 الصادر عن قمة نواكشوط سنة 2018 و الذي يدعم جهود الأمم المتحدة الحصرية في القضية، مع إنشاء آلية “الترويكا” لمساندة الجهود الأممية، وبذلك يتنصل من دعم الصحراويين في تقرير مصيرهم وفق إستفتاء حر و نزيه.
ما جاء في كلمة الرئيس إبراهيم غالي من أسف على إبلاغ الإتحاد الإفريقي “بإندلاع الحرب من جديد بين الصحراء الغربية و المملكة المغربية سبب خرقها السافر لوقف إطلاق النار و تنصلها من إلتزامها ونسفها لمسلسل السلام الأممي و الإفريقي”، يقابله أسف على تسرع قيادتنا الفاشلة في إعلان العودة للكفاح المسلح في ظروف إستثنائية لم تكن في حسابات قيادتنا الفاشلة التي ليس لها بعد نظر ولا القدرة على تحليل وفهم ما يجري من حولها، هذه الظروف بدأت تلقي بظلالها على قضيتنا الوطنية فأصبحت الجبهة تتلقى الصدمات من كل صوب و حدب، فأين طوق النجاة، حيث أنه من المتوقع إستثمار الإعتراف الأمريكي من طرف العدو المغربي أحسن إستغلال و من طرف ملك المغرب ولا من دبلوماسيته التي تقوت على حساب قيادتنا الفاشلة و ممثليها الذين لا يتحركون سوى للتأسف و البكاء على الأطلال.
الأسف كل الأسف ليس فقط على تقلب مواقف الدول التي كما يعلم الجميع رهينة بمصالح إقتصادية و إستراتيجية و عمل دبلوماسي، بل هو أسف على أبنائنا الذين إرتمو في أحضان العدو طواعية بعدما كانوا بالأمس القريب سندا و دعما للقضية، اليوم العديد من الشباب يرمي المنديل الأبيض و صاحوا بأعلى الصوت المغرب من طنجة إلى لكويرة، بذريعة تعرضهم للميز و القبلية من طرف ممثلي الجبهة بأوروبا بصفة عامة وفقدان الثقة في القيادة التي تزكي هذه التصرفات، فلا نستغرب من أن تدير الدول ظهرها لقضيتنا الوطنية التي أصبح مصيرها مجهول و مستقبلها مظلم.
محمد سالم ولد امبيركات